الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»
الثاني: لزج، قاله عكرمة.الثالث: لازق، قاله قتادة.والفرق بين اللاصق واللازق أن اللاصق هو الذي قد لصق بعضه ببعض، واللازق هو الذي يلزق بما أصابه.الرابع: لازم، والعرب تقول طين لازب ولازم، وقال النابغة: نزلت هذه الآية في ركانة بن زيد بن هاشم بن عبد مناف وأبي الأشد ابن أسيد بن كلاب الجمحي.قوله عز وجل: {بل عجبت ويسخرون} وفي {عجبت} قراءتان:إحداهما: بضم التاء، قرأ بها حمزة والكسائي، وهي قراءة ابن مسعود، ويكون التعجب مضافاً إلى الله تعالى، وإن كان لا يتعجَّبُ من شيء لأن التعجب من حدوث العلم بما لم يعلم، واللَّه تعالى عالم بالأشياء قبل كونها.وفي تأويل ذلك على هذه القراءة وجهان:أحدهما: يعني بل أنكرت حكاه النقاش.الثاني: هو قول علي بن عيسى أنهم قد حلّوا محل من يتعجب منه.والقراءة الثانية: بفتح التاء قرأ بها الباقون، وأضاف التعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قال: بل عجبت يا محمد، قاله قتادة.وفيما عجبت منه قولان:أحدهما: من القرآن حين أعطيه، قاله قتادة.الثاني: من الحق الذي جاءهم به فلم يقبلوه، وهو معنى قول ابن زياد. وفي قوله {وتسخرون} وجهان:أحدهما: من الرسول إذا دعاهم.الثاني: من القرآن إذا تلي عليهم.قوله عز وجل: {وإذا ذكِّروا لا يذكرون} فيه وجهان:أحدهما: وإذا ذكروا بما نزل من القرآن لا ينتفعون، وهو معنى قول قتادة.والثاني: وإذا ذكروا بمن هلك من الأمم لا يبصرون، وهو معنى ما رواه سعيد.قوله عز وجل: {وإذا رأوا آيةً يَسْتَسْخِرُونَ} وفي هذه الآية قولان: أحدهما: أنه انشقاق القمر، قاله الضحاك.الثاني: ما شاهدوه من هلاك المكذبين، وهو محتمل.وفي قوله {يستسخِرون} وجهان:أحدهما: يستهزئون، قاله مجاهد.الثاني: هو أن يستدعي بعضهم من بعض السخرية بها لأن الفرق بين سخر واستسخر كالفرق بين علم واستعلم.وقيل إن ذلك في ركانة بن زيد وأبي الأشد بن كلاب.قوله عز وجل: {فانما هي زجرةٌ واحدةٌ} أي صيحة واحدة، قاله الحسن: وهي النفخة الثانية وسميت الصيحة زجرة لأن مقصودها الزجر.{فإذا هم ينظرون} يحتمل ثلاثة أوجه:أحدها: البعث الذي كذبوا به.الثاني: ينظرون سوء أعمالهم.الثالث: ينتظرون حلول العذاب بهم، ويكون النظر بمعنى الانتظار.
الرابع: نساؤهم الموافقات على الكفر، رواه النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.{وما كانوا يعبدون من دون الله} وفيهم ثلاثة أقاويل:أحدها: إبليس، قاله ابن زياد.الثاني: الشياطين، وهو مأثور.الثالث: الأصنام، قاله قتادة وعكرمة.{فاهدُوهم إلى صراط الجحيم} أي طريق النار.وفي قوله تعالى: {فاهدوهم} ثلاثة أوجه:أحدها: فدلوهم، قاله ابن.الثاني: فوجهوهم، رواه معاوية بن صالح.الثالث: فادعوهم، قاله السدي.قوله عز وجل: {وقفُوهم إنَّهم مسئولون} أي احبسوهم عن دخول النار.{إنهم مسئولون} فيه ستة أوجه:أحدها: عن لا إله إلا الله، قاله يحيى بن سلام.الثاني: عما دعوا إليه من بدعة، رواه أنس مرفوعاً.الثالث: عن ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حكاه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري.الرابع: عن جلسائهم، قاله عثمان بن زيادة.الخامس: محاسبون، قاله ابن عباس.السادس: مسئولون.{ما لكم لا تناصرون} على طريق التوبيخ والتقريع لهم، وفيهم ثلاثة أوجه:أحدها: لا ينصر بعضكم بعضاً، قاله يحيى بن سلام.الثاني: لا يمنع بعضكم بعضاً من دخول النار، قاله السدي.الثالث: لا يتبع بعضكم بعضاً في النار يعني العابد والمعبود، قاله قتادة.فإن قيل: فهلا كانوا مسئولين قبل قوله {فاهْدوهم} الآية؟قيل: لأن هذا توبيخ وتقريع فكان نوعاً من العذاب فلذلك صار بعد الأمر بالعذاب.قال مجاهد: ولا تزول من بين يدي الله تعالى قدم عبد حتى يُسأل عن خصال أربع: عمره فيهم أفناه، وجسده فيم أبلاه، وماله مم اكتسبه وفيم أنفقه، وعلمه ما عمل فيه.
أي بالقوة والقدرة.الثاني: يعني من قبل ميامنكم، قاله ابن خصيف.الثالث: من قبل الخير فتصدوننا عنه وتمنعوننا منه، قاله الحسن.الرابع: من حيث نأمنكم، قاله عكرمة.الخامس: من قبل الدين أنه معكم، وهو معنى قول الكلبي.السادس: من قبل النصيحة واليمين، والعرب تتيمن بما جاء عن اليمين ويجعلونه من دلائل الخير ويسمونه السانح، وتتطير بما جاء عن الشمال ويجعلونه من دلائل الشر ويسمونه البارح، وهو معنى قول عليّ بن عيسى.السابع: من قبل الحق أنه معكم، قاله مجاهد.الثامن: من قبل الأموال ترغبون فيها أنها تنال بما تدعون إليه فتتبعون عليه، وهو معنى قول الحسن.
قوله عز وجل: {لا فيها غَوْلٌ} فيه خمسة تأويلات:أحدها: أي ليس فيها صداع، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.الثاني: ليس فيها وجع البطن، قاله مجاهد.الثالث: ليس فيها أذى، قاله الفراء وعكرمة وهذه الثلاثة متقاربة لاشتقاق الغول من الغائلة.الرابع: ليس فيها إثم، قاله الكلبي.الخامس: أنها لا تغتال عقولهم، قاله السدي وأبو عبيدة، ومنه قول الشاعر: {ولا هم عنها ينزفون} فيه ثلاثة تأويلات:أحدها: لا تنزف العقل ولا تذهب الحلم بالسكر، قاله عطاء، ومنه قول الشاعر: الثاني: لا يبولون، قاله ابن عباس، وحكى الضحاك عنه أنه قال: في الخمر أربع خصال: السكر والصداع والقيء والبول، فذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال.الثالث: أي لا تفنى مأخوذ من نزف الركية، قاله أبو عمرو بن العلاء، ومنه قول الشاعر: وقد يختلف هذا التأويل باختلاف القراءة، فقرأ حمزة والكسائي، ينزفون بكسر الزاي، وقرأ الباقون يُنزَفون بفتح الزاي، والفرق بينهما أن الفتح من نزف فهو منزوف إذا ذهب عقله بالسكر، والكسر من أنزف فهو منزوف إذا فنيت خمره، وإنما صرف الله تعالى السكر عن أهل الجنة لئلا ينقطع عنهم التذاذ نعيمهم.قوله عز وجل: {وعندهم قاصِراتُ الطّرفِ عينٌ} يعني بقاصرات الطرف النساء اللاتي قصرن أطرافهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم مأخوذ من قولهم: قد اقتصر على كذا إذا اقتنع به وعدل عن غيره، قال امرؤ القيس: وفي العين وجهان:أحدهما: الحسان العيون، قاله مجاهد ومقاتل.الثاني: العظام الأعين، قاله الأخفش وقطرب.{كأنهن بيضٌ مكنون} فيه وجهان:أحدهما: يعني اللؤلؤ في صدفه، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر: الثاني: يعني البيض المعروف في قشره، والمكنون المصون.وفي تشبيههم بالبيض المكنون أربعة أوجه:أحدها: تشبيهاً ببيض النعام يُكنّ بالريش من الغبار والريح فهو أبيض إلى الصفرة، قاله الحسن.الثاني: تشبيهاً ببطن البيض إذا لم تمسه يد، قاله سعيد بن جبير.الثالث: تشبيهاً ببياض البيض حين ينزع قشرة، قاله السدي.الرابع: تشبيهاً بالسحاء الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيض، قاله عطاء.
|